تحدثنا في مقال سابق عن هجمات DDOS التي استهدفت أحد المواقع المزودة لخدمة النطاقات، والكثير قد راوده هذا السؤال من قبل، ملايين المواقع على الشبكة العنكبوتية تضم مليارات الصفحات على الإنترنت والتي تحتوي على عدد لا يُحصى من المعرفة البشرية والمعلومات، الملايين من الأشخاص يترددون يوميًا على مواقع الويب لأغراض مختلفة، آلاف الخدمات التي تقدم على الإنترنت، آلاف المعاملات المالية تتم كل دقيقة على الإنترنت ويبقى السؤال من الذي يتحكم في كل هذا؟ من الذي يتحكم في الإنترنت؟ وهذا من سنحاول الإجابة عليه إن شاء الله في هذا المقال فقط تابعوا معنا.
** سنتعرف في هذا المقال بإذن الله عن المؤسسة التي تتحكم في الشبكة العنكبوتية والتي تعتبر من أكثر المنظمات التي تحمي نشاطها على الإنترنت، حيث أن أي خطأ قد يحدث لها قد يتسبب في انهيار عالم الشبكة العنكبوتية **
- بعد ذلك تم تطوير شبكة أخرى عرفت MILNET تم تخصيصها للأغراض العسكرية مع بقاء شبكة ARPA للخدمات المدنية وتم ربط الشبكتين ببعضهما عبر برنامج عُرف ب IP وهو اختصار لمصطلح Internet Protocol، وبعد ذلك انتشر الإنترنت بشكل كبير بين العامة وأصبحت الشركات تقوم بإطلاق مواقع خاصة بها وهو ما أدى إلى ظهور DNS.
- يتحكم في الإنترنت مؤسسة تسمي آيكان ICANN، وهي هيئة التحكم بالبروتوكولات الخاصة بالإنترنت وتوجد في مدينة كاليفورنيا هذه المؤسسة تتحكم في الإنترنت بشكل فعلي، فهي تُسيطر على تنظيم وتوزيع أسماء وعناوين النطاقات في العالم وتحديد رموز الدول في المواقع والمحركات، فهذا المنظمة لديها قاعدة بيانات تضم كافة أسماء المواقع على الإنترنت مع العنوان الخاص بكل موقع، فهي التي تخبر المتصفح بعنوان الموقع الذي تريد دخوله عند كتابة اسم الموقع في شريط المتصفح، وبالتالي فحماية قاعدة البيانات الخاصة بآيكان شيء في غاية الأهمية ولكن لماذا؟
- تخيل معي أنك تريد الدخول إلى موقع ما وليكن موقع جوجل وقمت بكتابة جوجل دوت كوم فقام المتصفح بعرض موقع فيسبوك كيف سيكون رد فعلك آنذاك؟ وتخيل مع لو حدث أي خطأ في قاعدة البيانات أو اختلطت عناوين المواقع وتبدلت كيف سيكون حال الإنترنت في هذا الموقف، بل والأشد من ذلك لو تم اختراق قاعدة البيانات وقام المخترقون بتغيير عنوان البنوك الإلكترونية إلى مواقع مزورة وحصلوا على معلومات الدخول الخاصة بآلاف العملاء حول العالم، وغير ذلك من الكوارث التي قد تحدث.
* شاهد أيضًا: لغات البرمجة بين الماضي والمستقبل
- وبلا شك فإن تحكم أمريكا في الإنترنت دائمًا ما كان موضع سخط بالنسبة للدول الكبرى كروسيا والصين والدول الأوربية، وربما هذا يفسر سبب سعي روسيا لإنشاء إنترنت مستقل، وبالرغم من أن أمريكا أتاحت لمعظم لدول قدرة محددة للتحكم في الإنترنت مثل قدرة أي بلد علي حظر موقع معين وكذلك التحكم في خدمات الإنترنت ومراقبتها وكل ذلك من سمات الدول ذات الحكم الديكتاتوري، إلا أن هذه الدول لم تكتف بذلك فنجد مثلاً الصين تقوم بحظر مواقع كبرى مثل الفيسبوك بينما نجد كوريا الشمالية تحجب تقريبًا جميع المواقع على الإنترنت، الاتحاد الأوربي كذلك يفرض غرامات كبري على جوجل نتيجة استغلال نتائج البحث في عرض منتجات معينة ما يردي إلى عدم حماية المنافسة، وهكذا تحاول الدول تخفيف قبضة الولايات المتحدة عن الشبكة العنكبوتية إلا أن ذلك يبدو شيئًا مستحيلاً في ظل الإمكانيات التي تتمتع بها.
* يُمكنكم أيضًا مشاهدة:
- إنترنت الأشياء بين الواقع والخيال
- هل يجب أن نخشى الذكاء الإصطناعي؟
- إلغاء حيادية الإنترنت عالمنا أصبح في خطر
- ما هو الحاسوب الكمومي Quantum Computer؟
- إدوارد سنودن العميل الذي فضح الإستخبارات الأمريكية
** سنتعرف في هذا المقال بإذن الله عن المؤسسة التي تتحكم في الشبكة العنكبوتية والتي تعتبر من أكثر المنظمات التي تحمي نشاطها على الإنترنت، حيث أن أي خطأ قد يحدث لها قد يتسبب في انهيار عالم الشبكة العنكبوتية **
تاريخ الشبكة العنكبوتية
- بعد اختراع الحاسوب ظهرت حاجة مُلحة إلى ربط أجهزة الحواسيب في بعض المنشآت والتي أغلبها كانت تنتمي للمنشآت العسكرية، وبالفعل قدمت وزارة الدفاع الأمريكية الكثير من التمويل للمشروعات البحثية والتي كان أبرزها مشروع ARPA، حيث كان هذا المشروع بمثابة انطلاقة لفكرة الإنترنت حيث كانت فكرة شبكة ARPA تقوم على الإبقاء على الاتصال بين الحواسيب حتى لو حدث انقطاع في إحدى الوصلات عن طريق تحويل الاتصال بشكل ديناميكي إلى وصلات أخرى، مع تطور هذه الشبكة أصبحت لا تقتصر على الخدمات العسكرية فقط بل أصبحت تستخدم للأغراض المدنية مثل الجامعات ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تم إضافة دول إلى الشبكة مثل بريطانيا، الأمر الذي سبب ضغط كبير على الشبكة وظهرت الحاجة إلى تقنية أكثر تطورًا.- بعد ذلك تم تطوير شبكة أخرى عرفت MILNET تم تخصيصها للأغراض العسكرية مع بقاء شبكة ARPA للخدمات المدنية وتم ربط الشبكتين ببعضهما عبر برنامج عُرف ب IP وهو اختصار لمصطلح Internet Protocol، وبعد ذلك انتشر الإنترنت بشكل كبير بين العامة وأصبحت الشركات تقوم بإطلاق مواقع خاصة بها وهو ما أدى إلى ظهور DNS.
ما هو DNS؟
- DNS هو اختصار لمصطلح Domain Name System، كل موقع على الإنترنت لديه إسم Domain Name ولديه عنوان خاص به IP، فمثلًا موقع جوجل اسمه Google.Com وعنوانه http://209.85.135.104 وهكذا كل موقع على الويب لديه إسم وعنوان مختلف، فعندما تريد الدخول إلى موقع تقوم بكتابة إسم الموقع ثم إدخال هنا يبدأ المتصفح بإرسال طلب إلى سيرفر DNS لمعرفة العنوان IP الخاص بهذا الاسم فيرد الخادم بعنوان الموقع فيتم عرضه على المتصفح، وتخيل لو أنك لكي تدخل إلى موقع ما يجب أن تكتب العنوان "الأرقام" بدلًا من الاسم هل كنت لتحفظ كمية المواقع التي تحفظها الآن؟ وبالتالي فمن يتحكم في DNS يتحكم في كافة المواقع على الإنترنت ويصبح السؤال التالي:من الذي يتحكم في DNS؟
أهمية منظمة ICANN
* شاهد أيضًا: لغات البرمجة بين الماضي والمستقبل
كيف يتم تأمين بيانات ICANN؟
- يتحكم في قاعدة بيانات ICANN سبعة أشخاص يحصل كل منهم على مفتاح كل مفتاح من تلك المفاتيح يفتح صندوق موجود في مكان مختلف يحتوي كل صندوق على مفتاح ذكي وعند فتح السبع صناديق وجمع السبع مفاتيح معًا يتكون مفتاح رئيسي Master Key هذا المفتاح يعمل كباسورد للدخول إلى قاعدة بيانات ICANN، يجتمع السبعة أشخاص معًا أربع مرات كل عام وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية، ويتم تغيير المفاتيح السبع لتكوين مفتاح رئيسي جديد، وكذلك فإنه يتم اختيار 7 أشخاص آخرين للحصول على نسخة أخرى احتياطية من هذه المفاتيح، كل هذه الاجراءات لضمان الحماية القصوى.سيطرة أمريكا على الإنترنت
- وطبعًا حتى الآن لم نجب على عنوان المقال وكل السطور الماضية لم تكن إلا تمهيدًا لهذه الفقرة، كما ذكرنا فإن مؤسسة ICANN التي تتحكم في كل مواقع الإنترنت توجد في الولايات المتحدة الأمريكية، أبرز شركات صناعة الحواسيب وأنظمتها مايكروسوفت وآبل وهما شركتين أمريكيتين، أقوى شركات لها حضور على الإنترنت جوجل وياهو أيضًا أمريكيتين، أكبر مواقع التواصل على الإنترنت مثل فيسبوك وتويتر وواتساب وإنستجرام وغيرهم أيضًا صناعة أمريكية يالإضافة إلى آلاف المواقع والخدمات التي يستخدمها الملايين حول العالم مقدمة من قبل شركات أمريكية، وبالتالي لن أكون مبالغًا إذا أقررت بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على 99% من الشبكة العنكبوتية وتستخدمها في خدمة مصالحها.- وبلا شك فإن تحكم أمريكا في الإنترنت دائمًا ما كان موضع سخط بالنسبة للدول الكبرى كروسيا والصين والدول الأوربية، وربما هذا يفسر سبب سعي روسيا لإنشاء إنترنت مستقل، وبالرغم من أن أمريكا أتاحت لمعظم لدول قدرة محددة للتحكم في الإنترنت مثل قدرة أي بلد علي حظر موقع معين وكذلك التحكم في خدمات الإنترنت ومراقبتها وكل ذلك من سمات الدول ذات الحكم الديكتاتوري، إلا أن هذه الدول لم تكتف بذلك فنجد مثلاً الصين تقوم بحظر مواقع كبرى مثل الفيسبوك بينما نجد كوريا الشمالية تحجب تقريبًا جميع المواقع على الإنترنت، الاتحاد الأوربي كذلك يفرض غرامات كبري على جوجل نتيجة استغلال نتائج البحث في عرض منتجات معينة ما يردي إلى عدم حماية المنافسة، وهكذا تحاول الدول تخفيف قبضة الولايات المتحدة عن الشبكة العنكبوتية إلا أن ذلك يبدو شيئًا مستحيلاً في ظل الإمكانيات التي تتمتع بها.
* يُمكنكم أيضًا مشاهدة:
- إنترنت الأشياء بين الواقع والخيال
- هل يجب أن نخشى الذكاء الإصطناعي؟
- إلغاء حيادية الإنترنت عالمنا أصبح في خطر
- ما هو الحاسوب الكمومي Quantum Computer؟
- إدوارد سنودن العميل الذي فضح الإستخبارات الأمريكية