لازلنا نتحدث عن الذكاء الاصطناعي هذا المجال الذي قد يصنع مستقبل البشرية بلا جدال أو على النقيض سوف يقوم بتدميره، وقد تحدثنا في مقال سابق عن الذكاء الاصطناعي وتعرفنا على ماهيته وأنواعه ومميزاته وعيوبه، وبما أن الجدال الدائر هذه الأيام حول الخطر المحدق الذي ينتظر البشرية نتيجة التطوير المستمر لروبوتات الذكاء الاصطناعي، فسوف نتعرف في هذا المقال على أسباب تخوف كثير من المشاهير في عالم التكنولوجيا من الذكاء الاصطناعي، وسنتعرف كذلك علي وجهة النظر المضادة والتي تؤيد الاستمرار في البحث والتطوير في هذا المجال سعيًا لتحسين حياة الجنس البشري والتغلب على المخاطر التي تهدد وجوده.
* قبل البدء في المقال وجب التنويه على أن الصراع حول مسألة الذكاء الاصطناعي كان موجود منذ وقت طويل ولكن زاد الاهتمام به في الآونة الأخيرة نظرًا للصراع الذي حدث بين اثنين من كبار رجال التكنولوجيا وهما مارك زوكربيرج مؤسس شركة فيسبوك وعبقري الإنترنت الغني عن التعريف والآخر هو إيلون ماسك مؤسس شركة SpaceX وصاحب مشروع نقل البشر إلى الفضاء، سنتعرف معًا على أسباب الجدال بين الاثنين وكذلك بعض الأحداث التي وقعت في تجارب الذكاء الاصطناعي داخل الشركات التكنولوجية **
* شاهد أيضًا: إنترنت الأشياء بين الواقع والخيال
- بدأ الأمر حينما كان إيلون ماسك حاضرًا في أحد المؤتمرات العلمية وتحدث عن الخطر الشديد الذي ينتظر البشرية حال الاستمرار في تطوير نظم الذكاء الاصطناعي دون حدود والسماح للآلات بامتلاك أنظمتها الخاصة وتطويرها وقد قال نصًا:"حينما يكون لدى البشر وعي، سيكونون خائفين للغاية كما ينبغي أن يكونوا".
- وكما هو واضح من حديثه فإن ماسك يعتبر من أكثر الأشخاص عداوةً للذكاء الاصطناعي وخوفًا من تطويره حتى يصل إلى نقطة الخروج عن سيطرة البشر، ولكن على الجانب الآخر هناك معسكر مدافع عن الذكاء الاصطناعي والذي يعتبر زوكربيرج أبرز أنصاره.
- بعد حديث إيلون ماسك المناهض ظهر مارك زوكربيرج في بث مباشر على الفيسبوك وتم توجيه سؤال له حول رأيه في كلام ماسك وتحذيره من خطر الذكاء الاصطناعي وهنا كان رد زوكربيرج قويًا للغاية حيث تحدث بلهجةٍ استنكارية لتصريحات ماسك وأكد على تعجبه من الأشخاص الرافضين للذكاء الاصطناعي والذين يروجون لسيناريوهات خاصة عن يوم القيامة "فناء البشرية على يد الآلة" وأنه سئم من هذا التحريض.
- لم يتوقف الأمر عند ذلك ليقوم أحد الأشخاص بنقل تصريحات مارك إلى إيلون ماسك عبر تويتر ليرد ماسك على هذه التصريحات بتغريدة يقول فيها: " لقد تحدثت مسبقًا مع مارك عن هذا الأمر، إن فهمه لهذا الموضوع محدود".
- إيلون ماسك لم يتوقف عند هذا الحد بل استمر في مهاجمة مؤيدي تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بدون وجود أي قواعد أو حدود تحكم ذلك وأكد أنه سيقوم بإصدار فيلم يعرض فيه وجهة نظره حول هذا الأمر، كذلك قيامه بإنشاء شركة Open AI وهي شركة غير ربحية تهدف إلى نشر وعي كاف عن الموضوع وكيفية استخدامه بشكل آمن، بالإضافة إلى تغريداته المستمرة عن خطر الذكاء الاصطناعي إذا تم استخدامه بشكل خاطئ.
- فيسبوك كانت تعمل على تطوير اثنين من الروبوتات "شات بوت" مثل التي تستخدم في ماسنجر وكان الهدف من ذلك هو تدريب هذه الروبوتات على "القدرة على التفاوض" وكانت التجربة على التفاوض على بعض الأشياء مثل "كتب/ كرات/ قبعات" وتم استخدام اثنين من الروبوتات "بوب/ أليس" وتم استخدام اللغة الإنجليزية في عملية التفاوض بين الروبوتات وبعد مضيّ بعض المناقشات التفاوضية كانت المفاجأة!
- ظهرت ملاحظات أثناء التجربة عن زيادة سرعة في الفهم والتواصل بين الروبوتات وتم استخدام اللغة بشكل غير مفهوم ومخالف لقواعد اللغة بل وتم استخدام جمل وتعبيرات لم يتم برمجة الروبوتات عليها، يمكنكم رؤية جزء من هذه المحادثة:
Bob: i can i i everything else . . . . . . . . . . . . .
Alice: balls have zero to me to me to me to me to me to me to me to me to me
Bob: you i everything else . . . . . . . . . . . .
Alice: balls have a ball to me to me to me to me to me to me to me
Bob: i i can i i i everything else . . . . . . . . . . . .
Alice: balls have a ball to me to me to me to me to me to
Bob: i . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- وطبعًا كانت هناك الكثير من التفسيرات لهذا الأمر ولكن التفسير الأقرب لما حدث أن هذه الروبوتات وبعد تعلم لغة التفاوض "الإنجليزية" وفهم قواعدها وجدت أنها ليست مثالية للتفاوض وأنها ليست سريعة بشكل كاف، لذلك قامت الروبوتات بتطوير لغة خاصة بهم للتفاوض قائمة على الإنجليزية أيضًا ولكن بشكل أفضل وأسرع وطبعًا ستكون اللغة غير مفهومة للبشر، وعلى الفور قامت فيسبوك بإيقاف التجربة على الروبوتات.
* شاهد أيضًا: هل يجب أن نخشى الذكاء الاصطناعي؟
- قبل تجربة الفيسبوك كانت هناك تجربة أخرى، حيث قامت شركة مايكروسوفت بتصميم بوت لموقع تويتر Tay من أجل التفاعل مع حسابات المستخدمين والرد على استفساراتهم، وقد تمت برمجة الروبوت ليتعامل كفتاة أمريكية في عمر 18-24 ولديها القدرة التعلم من ردود المستخدمين والتعامل معهم بشكل قريب من الأسلوب البشري، فجزء من تعامله سيكون من خلال قواعد بياناته والجزء الأخر سيتعلمه من خلال الاحتكاك بالبشر، فماذا يحدث حينما يتفاعل الروبوت مع البشر؟
- هذا ماحدث في خلال عدة ساعات تحويل الروبوت تاي إلى روبوت عنصري يتحدث بكلمات بذيئة ويطلق التصريحات العنصرية تجاه الأقليات ويؤيد الشخصيات الديكتاتورية كأدولف هتلر ودونالد ترمب ويدعم الجماعات العنصرية مما اضطر الشركة لإغلاق الروبوت.
- ما حدث فتح بابًا للنقاش حول القدرات التي يمكن للذكاء الاصطناعي امتلاكها، فإذا كانت الروبوتات تستطيع صنع لغة تواصل خاصة بها لا يستطيع البشر فهمها فكذلك تستطيع إنشاء قنوات اتصال لا يستطيع البشر رؤيتها وتطوير قدراتها بشكل يفوق قدرات البشر حتى تخرج عن السيطرة، وإذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تحتوي على مهارة التعلم الذاتي فهل يمكن أن تتجاوز معرفتها معرفة البشر وذكائهم؟ ويبقى القول أن وحده الخالق يستطيع معرفة ماذا أيضًا تستطيع هذه الآلات عمله.
* يُمكنكم أيضًا مشاهدة:
- من الذي يتحكم في الإنترنت؟
- أفضل لغات برمجة الذكاء الاصطناعي
- ما هو التورنت وما هي طريقة عمله؟
- الذكاء الاصطناعي قد يؤدي لحرب عالمية ثالثة
- ما هو الحاسوب الكمي Quantum Computer؟
* شاهد أيضًا: إنترنت الأشياء بين الواقع والخيال
قصة الصراع بين إيلون ماسك ومارك زوكربيرج
- وكما هو واضح من حديثه فإن ماسك يعتبر من أكثر الأشخاص عداوةً للذكاء الاصطناعي وخوفًا من تطويره حتى يصل إلى نقطة الخروج عن سيطرة البشر، ولكن على الجانب الآخر هناك معسكر مدافع عن الذكاء الاصطناعي والذي يعتبر زوكربيرج أبرز أنصاره.
- بعد حديث إيلون ماسك المناهض ظهر مارك زوكربيرج في بث مباشر على الفيسبوك وتم توجيه سؤال له حول رأيه في كلام ماسك وتحذيره من خطر الذكاء الاصطناعي وهنا كان رد زوكربيرج قويًا للغاية حيث تحدث بلهجةٍ استنكارية لتصريحات ماسك وأكد على تعجبه من الأشخاص الرافضين للذكاء الاصطناعي والذين يروجون لسيناريوهات خاصة عن يوم القيامة "فناء البشرية على يد الآلة" وأنه سئم من هذا التحريض.
- لم يتوقف الأمر عند ذلك ليقوم أحد الأشخاص بنقل تصريحات مارك إلى إيلون ماسك عبر تويتر ليرد ماسك على هذه التصريحات بتغريدة يقول فيها: " لقد تحدثت مسبقًا مع مارك عن هذا الأمر، إن فهمه لهذا الموضوع محدود".
- إيلون ماسك لم يتوقف عند هذا الحد بل استمر في مهاجمة مؤيدي تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بدون وجود أي قواعد أو حدود تحكم ذلك وأكد أنه سيقوم بإصدار فيلم يعرض فيه وجهة نظره حول هذا الأمر، كذلك قيامه بإنشاء شركة Open AI وهي شركة غير ربحية تهدف إلى نشر وعي كاف عن الموضوع وكيفية استخدامه بشكل آمن، بالإضافة إلى تغريداته المستمرة عن خطر الذكاء الاصطناعي إذا تم استخدامه بشكل خاطئ.
روبوتات الفيسبوك تُدعّم صحة وجهة نظر إيلون ماسك!
- من العجيب أن يحدث أمر يدعّم وجهة نظرك من خلال الشخص المعارض لك، هذا ما حدث بين إيلون ماسك ومارك زوكربيرج، دعونا نرى كيف حدث هذا الأمر؟- فيسبوك كانت تعمل على تطوير اثنين من الروبوتات "شات بوت" مثل التي تستخدم في ماسنجر وكان الهدف من ذلك هو تدريب هذه الروبوتات على "القدرة على التفاوض" وكانت التجربة على التفاوض على بعض الأشياء مثل "كتب/ كرات/ قبعات" وتم استخدام اثنين من الروبوتات "بوب/ أليس" وتم استخدام اللغة الإنجليزية في عملية التفاوض بين الروبوتات وبعد مضيّ بعض المناقشات التفاوضية كانت المفاجأة!
- ظهرت ملاحظات أثناء التجربة عن زيادة سرعة في الفهم والتواصل بين الروبوتات وتم استخدام اللغة بشكل غير مفهوم ومخالف لقواعد اللغة بل وتم استخدام جمل وتعبيرات لم يتم برمجة الروبوتات عليها، يمكنكم رؤية جزء من هذه المحادثة:
Bob: i can i i everything else . . . . . . . . . . . . .
Alice: balls have zero to me to me to me to me to me to me to me to me to me
Bob: you i everything else . . . . . . . . . . . .
Alice: balls have a ball to me to me to me to me to me to me to me
Bob: i i can i i i everything else . . . . . . . . . . . .
Alice: balls have a ball to me to me to me to me to me to
Bob: i . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- وطبعًا كانت هناك الكثير من التفسيرات لهذا الأمر ولكن التفسير الأقرب لما حدث أن هذه الروبوتات وبعد تعلم لغة التفاوض "الإنجليزية" وفهم قواعدها وجدت أنها ليست مثالية للتفاوض وأنها ليست سريعة بشكل كاف، لذلك قامت الروبوتات بتطوير لغة خاصة بهم للتفاوض قائمة على الإنجليزية أيضًا ولكن بشكل أفضل وأسرع وطبعًا ستكون اللغة غير مفهومة للبشر، وعلى الفور قامت فيسبوك بإيقاف التجربة على الروبوتات.
* شاهد أيضًا: هل يجب أن نخشى الذكاء الاصطناعي؟
صدمة روبوت تويتر "تاي Tay"
- قبل تجربة الفيسبوك كانت هناك تجربة أخرى، حيث قامت شركة مايكروسوفت بتصميم بوت لموقع تويتر Tay من أجل التفاعل مع حسابات المستخدمين والرد على استفساراتهم، وقد تمت برمجة الروبوت ليتعامل كفتاة أمريكية في عمر 18-24 ولديها القدرة التعلم من ردود المستخدمين والتعامل معهم بشكل قريب من الأسلوب البشري، فجزء من تعامله سيكون من خلال قواعد بياناته والجزء الأخر سيتعلمه من خلال الاحتكاك بالبشر، فماذا يحدث حينما يتفاعل الروبوت مع البشر؟
- ما حدث فتح بابًا للنقاش حول القدرات التي يمكن للذكاء الاصطناعي امتلاكها، فإذا كانت الروبوتات تستطيع صنع لغة تواصل خاصة بها لا يستطيع البشر فهمها فكذلك تستطيع إنشاء قنوات اتصال لا يستطيع البشر رؤيتها وتطوير قدراتها بشكل يفوق قدرات البشر حتى تخرج عن السيطرة، وإذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تحتوي على مهارة التعلم الذاتي فهل يمكن أن تتجاوز معرفتها معرفة البشر وذكائهم؟ ويبقى القول أن وحده الخالق يستطيع معرفة ماذا أيضًا تستطيع هذه الآلات عمله.
* يُمكنكم أيضًا مشاهدة:
- من الذي يتحكم في الإنترنت؟
- أفضل لغات برمجة الذكاء الاصطناعي
- ما هو التورنت وما هي طريقة عمله؟
- الذكاء الاصطناعي قد يؤدي لحرب عالمية ثالثة
- ما هو الحاسوب الكمي Quantum Computer؟