أي شخص متابع للمجال التكنولوجي عن كثب سيعلم أن الحرب العالمية القادمة ستكون حرب تكنولوجية بالدرجة الأولى، هذه التكنولوجيا ستعتمد على وصول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى نقطة التفرد التكنولوجي بحيث يتعدى ذكاء الآلة ذكاء البشر وبهذا سوف يتمكن البشر من إنشاء أسلحة ستؤدي إلى نهاية العالم، وهذا ما توقعه ألبرت أينشتاين أن الحرب العالمية القادمة ستؤدي إلى فناء التكنولوجيا التي عرفناها لنعود إلى الحرب بالعصي والحجارة، ولكن ربما لن يكون هناك بشر بعد الحرب القادمة مع هذه التكنولوجيا المُدمرة التي تتنافس في امتلاكها الدول العظمى وعلى رأسهم الولايات المتحدة وروسيا، ولكن استخدام الذكاء الاصطناعي سوف يغير من شكل نهاية العالم التي تنافس البشر على توقع أسبابها.
التكنولوجيا هي السلاح الأشد فتكًا
- تحدثنا معكم في مقالات سابقة عن Artificial Intelligence هذا المجال التي أصبح وجهة الاستثمار الأولى ليس فقط للشركات التكنولوجية وإنما للدول المتقدمة لاعتقادهم أنه سلاح الدمار الشامل القادم، فنجد أن كثير من الدول أصبحت تسارع في تبني خطط لاستخدام هذا المجال بشكل أوسع وتستثمر فيه مليارات الدولارت لتحقيق السبق فيه، وهكذا مع مرور الوقت تتغير أسلحة الحرب من السيوف والرماح إلى البنادق قصيرة المدى والمدافع الضخمة ومرورًا بالأسلحة الحديثة من طائرات ودبابات وأخيرًا الأسلحة الأشد فتكًا وهي القنابل الذرية، ولكن حاليًا فإن أخطر الأسلحة ليس ما سبق وإنما هو برنامج إلكتروني خبيث يتم تصميمه عبر مجموعة أكواد بحيث يستطيع هذا البرنامج إحداث دمار أكثر من أي أسلحة تدميرية أخرى عرفها الإنسان.قلق مشاهير التكنولوجيا من الذكاء الاصطناعي
- تحدثنا في موضوع سابق عن إذا كان الخوف من الذكاء الاصطناعي هو مجرد مبالغة أم هو حقيقية لا ندركها حتى الآن، واستعرضنا معكم وجهات نظر لأكثر رجال التكنولوجيا تأثيرًا على الساحة ووجدنا أن أكثرهم لديه وجهة نظر تشاؤمية حول هذا الأمر وأبرز هؤلاء هو العبقري إيلون ماسك مؤسس شركة Tesla والذي لديه مجموعة مشروعات ابتكارية عملاقة، ونجد أن ماسك لا يكاد يظهر في أي مؤتمر أو برنامج إلا وينوه حول الخطر الشديد الذي ينتظر البشر بسبب الاستمرار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي دون حدود أو خطوط حمراء، وقد أشار أكثر من مرة إلى التنافس المتعاظِم بين قوى عظمى مثل روسيا والولايات المتحدة والصين في امتلاك أنظمة ذكاء اصطناعي فائقة وأنها سوف تستخدمها بلا شك في تطوير أسلحة أكثر تطورًا، ويشارك وجهة النظر هذه مشاهير آخرون مثل بيل جيتس وجاك ما وغيرهم.روسيا تسعى للتفوق على الولايات المتحدة عبر الذكاء الاصطناعي
- في وقت قريب كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح أن مجال الذكاء الاصطناعي هو السلاح الذي يمكن لروسيا من خلاله قلب موازين القوى لصالحها خاصةً مع تفوق أمريكا عليها في جوانب التسليح والإنفاق العسكري، ونجد مؤشرات كثيرة على أن روسيا قد تنجح في ذلك، فمن راقب السنة المُنصرمة سيجد أن روسيا نجحت في شن هجمات إلكترونية ضخمة على جهات عدة في أمريكا منها اختراق خوادم الحزب الديموقراطي ونشر الكثير من التسريبات بالإضافة إلى التلاعب في الانتخابات الأمريكية، وليس أمريكا وحسب بل شنت هجمات على دول أوربية مثل ألمانيا والمملكة المتحدة على غرار العقوبات التي فُرضت عليها بسبب أزمة القرم، وهنا نجد تحول كبير في الحرب النوعية التي تقوم بها روسيا، والتي اتخذت منحنى مغاير بعد ما حدث في أفغانستان لتتحول إلى تنوع في الأسلحة المستخدمة واستخدام التكنولوجيا في تحقيق أغراضها السياسية والعسكرية.الصين تلحق بروسيا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
- في الشهر الماضي ألقى الرئيس الصيني Xi Jinping كلمة سنوية كعادته يتحدث فيها عن خطط الدولة للعام القادم، ولكن لاحظ البعض وجود كتابين في المكتبة الخاصة به حول الذكاء الاصطناعي وهي كتب "The Master Algorithm" و"Augmented: Life in the Smart Lane" وهي من أشهر الكتب في المجال، قد ترى أن هذا الأمر يبدو شيئًا عاديًا ولكن على العكس فهذا يعكس توجهات الدولة بأكملها واتجاهها نحو الاهتمام بتكنولوجيا AI، وهي تبدو رسالة للعالم خاصةً مع اتجاه الصين الذي يُقر على أن الذكاء الاصطناعي هو المستقبل الذي سوف تعتمد عليه لتحسين وضعها الاقتصادي والعسكري، وهذا سيزيد من حِدة التنافس بين الدول على الريادة في هذا المجال خصوصًا مع العقلية التي تسير بها الصين في الفترة الأخيرة.
** الخاتمة **
- في خضم هذا التنافس الشديد بين الدول حول التنافس لامتلاك أكثر الأسلحة تطورًا ونظرًا لاتجاههم لسلاح التكنولوجيا فإن الذكاء الاصطناعي سوف يكون مجال التنافس الأكبر بين هذه الدول فهو ليس صراع على الصعيد التكنولوجي فقط بل هو صراع عسكري بالدرجة الأولى، فمن سيمتلك تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا سيفوز في الحرب القادمة وهي آتية لا محالة، وهكذا يتحول كل اختراع يهدف إلى تحسين حياة البشر إلى سلاح قاتل منذ اختراع ألفريد نوبل للديناميت لأغراض سلمية وحتى الشبكة العنكبوتية ومجالات الذكاء الاصطناعي التي كانت تهدف إلى تحسين حيواتنا قبل أن يُفكر القادة العظماء إلى تحويلها لسلاح جديد، وهكذا سيستمر البشر في جمع ومراكمة الأسلحة حتى تقضي عليهم جميعًا.
- في خضم هذا التنافس الشديد بين الدول حول التنافس لامتلاك أكثر الأسلحة تطورًا ونظرًا لاتجاههم لسلاح التكنولوجيا فإن الذكاء الاصطناعي سوف يكون مجال التنافس الأكبر بين هذه الدول فهو ليس صراع على الصعيد التكنولوجي فقط بل هو صراع عسكري بالدرجة الأولى، فمن سيمتلك تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا سيفوز في الحرب القادمة وهي آتية لا محالة، وهكذا يتحول كل اختراع يهدف إلى تحسين حياة البشر إلى سلاح قاتل منذ اختراع ألفريد نوبل للديناميت لأغراض سلمية وحتى الشبكة العنكبوتية ومجالات الذكاء الاصطناعي التي كانت تهدف إلى تحسين حيواتنا قبل أن يُفكر القادة العظماء إلى تحويلها لسلاح جديد، وهكذا سيستمر البشر في جمع ومراكمة الأسلحة حتى تقضي عليهم جميعًا.