أفضل 10 مواقع للترجمة الاحترافية وتدعم العربية 2024

منذ بداية ظهور الحاسوب وما تبعه بعد ذلك من اختراع الشبكة العنكبوتية كان هناك أشخاص نجحوا في التفوق والتميز في هذه العلوم بفارق كبير عن أقارنهم، هذا التفوق ولّد الكثير من الضغينة تجاه هؤلاء العباقرة بحيث تم وصفهم بالكثير من الأوصاف السيئة مثل المهووسين أو القراصنة وتم تصنيفهم على أنهم مجموعة من المنعزلين أو الانطوائيين أو غريبي الأطوار، وللأسف نجحت هذه الأفكار بالانتشار بحيث إذا تم ذكر كلمة Hacker يتبادر إلى العقل دائمًا جميع الأشياء السيئة المرتبطة بالحواسيب مثل الاختراق أو القرصنة أو التخريب، لكن اليوم وفي هذا المقال سوف نلقي نظرة عن قرب عن هؤلاء الهاكرز لنتعرف عليم بشكل أقرب ونفصل بين التسميات والاتهامات الزائفة لهم ولنتعرف على الإسهامات التي لا تُذكر لهؤلاء العباقرة.

تاريخ الهاكرز

- أول استخدام موثق لهذا المصطلح كان في عام 1995م داخل معهد ماساتشوستس M.I.T، فمع بداية انتشار الحواسيب ظهر أشخاص في غاية المهارة من حيث البرمجة باللغات القديمة بدايةً من لغة فورتران FORTRAN، ومع تقدم الأنظمة واختراع نظام التشغيل يونكس ثم لغة C بالإضافة إلى انتشار شبكة الويب وغيرها من التطورات الهائلة في فترة قصيرة أدت هذه العناصر إلى فتح شهية الأشخاص المهرة بحيث أصبح لديهم نهم لاستغلال هذه التكنولوجيا مع المهارة التي يتمتعون بها في القيام بأشياء جديدة ومبتكرة بعيدًا عن الأشياء المملة التي كان يقوم بها أقرانهم، وهنا وقع هؤلاء العباقرة في المحظور وسيطرت عليهم شهوة التحدي مدفوعة بالعلم والمهارة الغير مسبوقة.

- بدأ هؤلاء الأشخاص في استغلال تفوقهم الفكري والعلمي في الخروج عن النمط المألوف والقيام بأشياء جديدة مثل ابتكار وسائل لاختراق البطاقات الائتمانية والتحايل على شبكات الهاتف للحصول على مكالمات مجانية واكتشاف ثغرات الحواسيب، وقد كانت هذه الأمور بمثابة متعة لهؤلاء الأشخاص نظرًا لضعف وسائل الحماية آنذاك وتفوقهم الشاسع عن الشركات والأجهزة الحكومية، وبدأت الأمور تزيد عن الحد حيث قاموا بتشكيل مجموعات والانتماء إليها وقد كانت أشهرها في هذا الوقت مجموعات P.H.I.R.M / 414s / The Legion of Doom بالإضافة إلى ظهور هاكرز يعتبرون من الأخطر في التاريخ أمثال كيفين ميتنيك وجون درابر المعروف بكابتن كرانش، كل هذه العوامل أدت إلى صبغ صفة الإجرام على هؤلاء الأشخاص.

- خلال هذه الفترة لم يكن هناك قانون خاص لتجريم هذه الأعمال الإلكترونية، ولكن مع توسع انتشار هذه الأعمال وضخامة تأثيرها قام الكونجرس الأمريكي في عام 1986م بإقرار قانون يعاقب على سوء استخدام التكنولوجيا والحواسيب، وبعد ذلك بأربعة أعوام وتحديدًا في عام 1990م شنت الولايات المتحدة واحدة من أكبر الهجمات في التاريخ على الأنشطة الإجرامية للحواسيب على الصعيد الوطني والتي قادها جهاز الخدمة السرية الأمريكي آنذاك وعُرفت بعملية Sundevil، وقد ساهمت هذه العملية وما تلاها في وضع منحى جديد في المسار التاريخي للهاكرز ليظهر بعد ذلك الفصل بين الهاكرز الأخلاقيين واللاأخلاقيين.

- بعدما تعرفنا على جزءٍ كبير من بداية ظهور هؤلاء الأشخاص والتي لم تكن بداية موفقة كما رأينا حيث ساهمت في صبغ هذا المصطلح بصفة الإجرام، جرت هناك محاولات من الأجهزة الحكومية وشركات الحماية في استقطاب هؤلاء الأشخاص والاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم الخاصة في استخدام التكنولوجيا والحواسيب في العمل البنّاء، وبالفعل بدأ هناك فصل جديد في حياة هذه الفئة وظهرت مراحل التصنيف والفصل بين فئات الهاكرز المختلفة لتصحيح المفاهيم الخاطئة.

من هم المخترقون؟

- إذا نظرنا إلى تعريف أوكسفورد لمصطلح Hacker الأصلي سنجد أنه عبارة عن "شخص أو شئ يخترق أو يقطع بقوة" وهذا التعريف هام للغاية حيث يوضح أحد مبادئ الهاكرز وهو "حل المشاكل" لا يوجد حاسوب أو نظام أو تقنية غير قابلة للاختراق، سوف نجد وسيلة للاختراق، وبالتالي يمكن تعريف الهاكرز على أنهم "أشخاص لديهم معرفة كبيرة بعلوم البرمجة والحواسيب والشبكات ولديهم القدرة على القيام بعمليات الاختراق واكتشاف الثغرات وعندهم من الشغف والإصرار ما يساعدهم على تحقيق أهدافهم" هذا التعريف هو تعريف عام يشمل كافة فئات الهاكرز ولكن الفرق بين كل فئة هو الكلمة الأخيرة بالتعريف وهي الأهداف فهناك من يحاول اختراق نظام لزيادة حمايته وآخر يخترق نظام للسرقة والتخريب.

أنواع الهاكرز

- بعدما كان الهاكر مصطلح سئ يشير إلى العمليات الغير قانونية المعتمدة على التكنولوجيا، تم تصنيف هذه المجموعة إلى عدة أصناف، فهناك من يصنفها إلى ثلاث أنواع رئيسية وهناك من يصنفها إلى تسعة أصناف مثل موسوعة ويكيبيديا وهو ما يشير إلى تعدد أهداف وثقافات ومبادئ وأهداف كل نوع، ويساهم في تصحيح مفهوم الهاكر لدى من تختلط عليهم الأمور.

1- الهاكرز الأخلاقيون White Hat Hackers

- هم أفضل أنواع الهاكرز ويطلق عليهم الهاكرز الأخلاقيون أو أصحاب القبعات البيضاء، وهؤلاء هم الذين يسعون إلى خدمة المجتمع عبر المساهمة في تحسين أنظمة الحماية والأمان، وعملهم عبارة عن القيام بعمليات اختبار الاختراق "Penetration Testing" بهدف اكتشاف الثغرات والعيوب في الأنظمة والإبلاغ عنها لمالكي الأنطمة لسد هذه الثغرات ومنع استخدامها من قِبل النوع الثاني، وهؤلاء الهاكرز يحصلون على احترام وتقدير من المجتمع التكنولوجي وتجد هناك مواقع مشهورة تعرض لائحة بأسماء الهاكرز الذين ساهموا في تحسين حمايتها والإبلاغ عن الثغرات، يمكنك مشاهدة لائحة فيسبوك وجوجل ومايكروسوفت.

2- الهاكرز اللاأخلاقيون Black Hat Hackers

- يُطلق عليهم الهاكرز أصحاب القبعات السوداء وهم عكس النوع السابق ويعتبرون أخطر أنواع الهاكرز، حيث يتبنون الأنشطة الإجرامية بشكل رئيسي من اختراق الحواسيب والأنظمة والشبكات بهدف التخريب واستغلال الثغرات المكتشفة لتحقيق مكاسب أو أهدف شخصية، ويعتبر الكراكر Cracker نوع من الهاكرز اللاأخلاقي ومن أسوأهم حيث يستهدف هؤلاء كسر الحماية الخاصة بالبرامج والألعاب التي تكون محمية بحقوق تجارية ونشر نسخ مجانية منها "Cracked Versions".

3- هاكرز القبعات الرمادية Gray Hat Hackers

- هذا النوع هو النوع الأخير من أنواع الهاكرز الرئيسية، ويقع هذا النوع في منطقة الوسط بين الهاكر الأخلاقي والهاكر اللاأخلاقي، بمعنى أن هذا النوع يقوم بعمليات الاختراق كنوع من التحدي ثم يخبرون أصحاب الأنظمة بوجود ثغرات في نظامهم وقد يعرضون عليهم المساعدة في علاجها، ومن أمثلة هذا النوع هاكرز Ourmine، ولكن الفرق بين هذا النوع والنوع الأول أن الهاكر ذو القبعة البيضاء يقوم بمحاولات الاختراق بإذن من صاحب النظام بهدف التأكد عدم وجود ثغرات وتعزيز الحماية، بينما يقوم الهاكر ذو القبعة الرمادية بنفس الأمر ولكن بدون إذن من صاحب النظام، لذلك قد تعتبر هذه الأنشطة مخالفة للقانون.

4- هاكرز القبعات الزرقاء Blue Hat Hackers

- هذا النوع هو أشبه بالنوع الأول ولكنهم أشخاص مستقلون لا يتبعون شركة أو مؤسسة حماية، حيث يتم استئجارهم من قِبل شركات ومؤسسات عادية بهدف القيام بعمليات فحص واختبارات الاختراق من أجل التأكد من سلامة الأنظمة الخاصة بهم بالإضافة إلى مراجعة أي أخطاء قد يكون غفل عنها فريق الشركة الأمني، فهو أشبه بعمليات "الجرد الخارجية".

5- هاكرز النخبة Elite Hackerss

- هم عبارة عن الهاكرز الأكثر مهارة وخبرة في المجال ويطلق عليهم صفة "النخبة" وعادةً ما تكون نسبة النخبة 2.5% في أي مجال، هؤلاء الهاكرز يعتبرون من أصحاب النزعة الخيّرة التي تسعى لتحسين المجتمع.

6- الهاكرز المناضلون Hacktivist

- هم عبارة عن هاكرز محترفون قاموا بتكريس خبرتهم التكنولوجية من أجل الدفاع عن أفكارهم ومعتقداتهم السياسية أو الدينية أو الاجتماعية، قد يلجأ هؤلاء الهاكرز إلى التخريب بهدف الإعلان عن الغضب تجاه حدث معين وقد تجلت هذه الفكرة بوضوح في المسلسل الأمريكي Mr.Robot والتي عبرت عنها مجموعة Fsocity، وقد يعتمدوا على سبل أقل ضررًا لنشر أفكارهم والدفاع عنها مثل اختراق القنوات الفضائية أو مواقع شهيرة لبث بيانات.

7- الهاكرز المُجندون Nation State Hackers

- هم عبارة عن هاكرز يتم تجنيدهم من قِبل مؤسسات وجهات أمنية في الدولة بهدف الاستفادة من قدراتهم في تنفيذ سياسات دولية وتكوين جهاز أمني على أعلى مستوى، ويعتبر مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي FBI الأكثر نشاطًا في هذا المجال خاصةً لقيامه بعقد صفقات مع الهاكرز الذين تم إقرار عقوبات عليهم نتيجة انتهاك القانون، ويعتبر العميل المنشق عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA إدوارد سنودن أحد أشهر الأمثلة على هذا النوع من القراصنة.

8- أطفال الهاكرز Script kiddies

- استخدام هذا الوصف يهدف إلى التقليل من شأن هذا النوع، فهم عبارة عن أشخاص غالبًا ما يكونوا صغيري السن، يعتمدون على استخدام أدوات أوتوماتيكية "سكريبتات" تم كتابتها من قبل قراصنة آخرين، فهم ليس لديهم علم بطبيعة عمل هذه الأدوات ولكن لديهم معرفة بكيفية استخدامها، وغالبًا ما تكون نشاطتهم محدودة وضعيفة المستوى.

مبادئ الهاكرز Hackers Principles

- هناك مجموعة مبادئ أو سلوكيات يعتقدها الهاكرز بشكل عام، وتشكل هذه المبادئ الثقافة العامة التي يتبناها الهاكرز بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم الأخرى، وهي العامل المشترك بين الأنواع المختلفة لهم والتي ذكرناها في الفقرة السابقة، سوف نتعرف معكم على أبرز هذه المبادئ والأهداف التي تسعى لتحقيقها.

1- الإيمان بالحرية Freedom Is Good

- يعتبر هذا المبدأ من أهم المبادئ التي تقوم عليها ثقافة الهاكرز، وهذا المبدأ يشير إلى معاداة السُلطوية والتي تتمثل هنا في "المصادر المغلقة" وهي البرمجيات الغير مجانية التي تقوم بإنشائها الشركات التكنولوجية وأبرزها أنظمة التشغيل مثل ويندوز بالإضافة إلى البرامج وغيرها من الأدوات، وهو ما يُفسر اعتماد الهاكرز بشكل رئيسي على نظام لينكس، كما يمكنك رؤية تأثير هذا المبدأ على مجتمعات البرمجة والهاكرز ومشاركتهم في تطوير الأدوات والبرامج مفتوحة المصدر والمساهمة في علاج أي عيوب أو ثغرات بشكل فوري وبدون مقابل، فهو من أكثر المبادئ النبيلة التي يتبناها الهاكرز.

2- العالم ممتلئ بالمشاكل التي تنتظر الحل

- لكي تصبح هاكر حقيقي يجب أن تكون قادرًا على حل المشاكل التي تواجهك، فقوة أنظمة الحماية هي مشكلة بالنسبة لك يجب عليك البحث عن حلٍ لها لاختراقها، والثغرات في نفس الأنظمة هي مشكلة أيضًا يجب عليك البحث عن حلٍ لها لعلاجها، لكي تصبح هاكر تحتاج إلى الكثير من الصبر والمجهود لكي تتعلم وتكتسب خبرات كبيرة ستفيدك فيما بعد في حل المشاكل.

3- لا تقم بحل نفس المشكلة أكثر من مرة

- من المبادئ النبيلة التي يتبناها الهاكرز أيضًا هي مشاركة المعلومة، فوقتهم الثمين يُحتم عليهم مشاركة المعلومات والحلول التي يكتشفونها معًا بحيث لا يقوم هاكر بالتفكير في حل لمشكلة تمكن آخر من اكتشاف حلها، فالعالم فيه الكثير من المشاكل التي يجب توفير هذا الوقت الثمين لاكتشاف حلول لها، وهذه القيم تساهم في إثراء المجال بما هو جديد.

4- أعداؤنا هم الملل والكد

- الهاكرز هم صنف من المبدعين في مجالهم، والمبدعون بشكل عام تحاربهم قوى الملل التي قد تصيبهم نتيجة قيامهم بعمل متكرر أو نظرًا لعملهم بشكل روتيني، بالأضافة إلى الكد أو التعب الذي يحدث لهم نتيجة عملهم في وظائف لا تناسب قدراتهم الإبداعية، وعليه فإن الهاكرز يحتاجون إلى التخلص من أي عقبات قد تقف في طريقهم نحو الهدف الرئيسي لهم.

كيف تصبح هاكر؟

- بعدما تعرفنا معكم في هذا المقال حول كل ما يخص الهاكرز منذ بداية ظهور هذا المصطلح ومرورًا بتاريخهم وأنواعهم وختامًا بالمبادئ التي تشكل ثقافتهم ربما قد ترغب في الانضمام إليهم وأن تصبح واحدًا منهم، سوف نساعدك في تحقيق ذلك بإذن الله في الموضوع القادم والذي سوف يضم مجموعة الخطوات التي تحتاج إلى القيام بها من أجل دخول هذا المجال حتى إذا لم يكن لديك أي خبرة مسبقة في مجالات البرمجة والحواسيب والشبكات وغيرها، لا تنس متابعتنًا حتى يصلك الموضوع فور نشره.

* يُمكنكم أيضًا مشاهدة:
- كيف تصبح هاكر؟
- ما هي أداة تور Tor؟
- ما هو الإنترنت المظلم Dark Web؟
- ما هو البروكسي Proxy وكيف يعمل؟
- اختراق الحواسيب الغير متصلة بالإنترنت
- محرك Shodan المحرك الأخطر على الإنترنت
- أخطر الاختراقات التي قام بها فريق OurMine